الاثنين، 4 فبراير 2013

الحبة السوداء (حبة البركة)



الحبة السوداء المعروفة باسم Nigella Sativa والمعروفة بالحبة الشائعة هي الوحيدة طبيا التي تُستخدم، ويوجد من هذا النوع ما يزرع في القصيم ويسمى بالقصيمية، ونفس النوع يزرع في الحبشة ويسمى بالحبشية، ونفس النوع يزرع في الهند ويسمى بالهندية, هذه الأنواع الثلاثة هي التي تُباع في الأسواق، ومحتوياتها الكيميائية متساوية ولا فرق بينها، وتعرف هذه الأنواع بثقل حبتها وطعمها الحار، وقوة رائحتها، وشدة سوادها، أما الأنواع الأخرى فيجب عدم استعمالها.

ويفضل استخدام الحبة السوداء حديثة الجني، والمخزونة في مخازن جيدة، وتكون الحبة ثقيلة، وكلما كانت خفيفة كلما كانت سيئة أو مغشوشة بالأنواع الأخرى.

وتستعمل الحبة السوداء كما هي، حيث يمكن سحقها واستعمالها فورا بعد السحق مباشرة، وينصح كذلك بعدم سحقها، وتركها؛ لأن الزيت الطيار – وهو المادة الفعالة – يتطاير بعد السحق، ويمكن استخدام مسحوق الحبة السوداء مع العسل، واستعمالها في حينه، أو تسف مع الماء أو الحليب، وهذا هو الاستعمال الأمثل للحبة السوداء .

- لا ينصح باستعمال زيت الحبة السوداء؛ فقد تكون طريقة تحضير الزيت غير صحيحة كما يفعل بعض التجار، بأن يتم تحميص الحبة ثم كبسها، وبالتالي فإن الزيوت الطيارة تكون قليلة في الزيت، والأفضل لك استخدم بذور الحبة السوداء كما هي وكما استخدمها رسول الله وأصحابه، ويفضل عدم استخدام الحبة السوداء مع أدوية كيماوية أو عشبية أخرى؛ خشية حدوث تداخلت دوائية.

ويفضل ألا تطحن إلا عند الاستعمال؛ لأنها إذا سحقت وتركت ولو لعدة ساعات قبل استعمالها فإن المادة الفعالة تتطاير منها؛ لأنها عبارة عن زيت طيار، لكن إذا سحقت الحبة السوداء ثم مزجت مع العسل مزجاً جيداً وحفظت في علبة قاتمة اللون ومحكمة الغلق فإنها تحتفظ بفائدتها، وقد وجد في التجارب العلمية الحديثة أن الحبة السوداء لها فوائد عديدة، منها:

- مصدر للطاقة، حيث وجد أن حبة البركة تُساعد على الاحتفاظ بحرارة الجسم الطبيعية.

- تُساعد حبة البركة على إدرار اللبن.

- أثبتت بعض الدراسات التأثير المُحفِّز لحبة البركة على جهاز المناعة؛ و أظهرت الدراسات أن تناول جرام واحد من الحبة السوداء مرتين يومياً قد ينشط الجهاز المناعي، وقد يفسر هذا قوله عليه الصلاة والسلام: "شفاء من كل داء".

- تحتوي بذور حبة البركة على حمض الأرجينين، وهو حمض مهم وضروري لنمو الطفل.

- تعد الحبة السوداء غذاء صحيًّا مهمًا ومفيدًا لكبار السن؛ نظرًا لاحتوائها على مواد غذائية متعددة ومتنوعة.

صحيح أن رسول الله عليه السلام قال في حديث رواه البخاري : " في الحبة السوداء شفاء من كل داء " إلا أن هذا – كما قال ابن حجر وغيره من العلماء – من العام الذي يراد به الخاص . ومثال ذلك قوله تعالى عن ريح عاد : ( تدمر كل شيء بأمر ربها ) فهي تدمر البشر والمساكن ولا تدمر الجبال ولا الأنهار، ولا الشمس أو القمر، وللأسف الشديد انتشرت بين الناس وصفات زيت الحبة السوداء، فما تركت مرضا إلا وجدت له في الحبة السوداء شفاء! واستغل الأمر بعض التجار ممن أخذ يبيع زجاجات زيت الحبة السوداء بأسعار باهظة، ويجني الأرباح، غير مبال بما قد يصيب المريض من ضرر.

وأما قول الرسول صلى الله عليه وسلم فإنما هو وحي من الله، وإن لم يستطع العلم أن يثبت ما جاء في الحديث فلأن طبيعة العلم تتطلب البحث الدائم والمتواصل، وكثيراً ما تطلع علينا أخبار علمية تدحض أموراً علمية كنا نعتقد أنها مسلم بها، وكلما تقدم العلم كشف أموراً كانت خافية علينا من قبل، ونحن لا نقول إلا كما قال الله تعالى : (وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى) (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).




0 التعليقات:

إرسال تعليق